بسم الله الرحمن الرحيم
أحب شخصا اكبر مني بسنتين وبصراحة انا البادئة واشعر بندم كبير على ذلك رغم بإنه لم يهتم كثيرا بهذا الموضوع المشكلة انه يريد دائما مقابلتي وانا ارفض بشدة هذا الامر بعد ان قابلته ثلاث مرات وشعرت بعدم راحة او بتئنيب ضمير فانا من عائلة محترمة وهو كذلك. ولكني قد ارسلت له صورتي حتى يخفف من الحاحه علي في طلب المقابلة الآن وقد انهيت علاقته بي بسبب تهديده لي اما بمقابلته او بقطع العلاقة فإخترت القطع واشعر باني قادرة على تحمل ماينتج عن هذا القرار، ولكني اخاف ان يهددني بالصورة التي لديه او انه يكون قد صورني اثناء مقابلاتنا فماذا افعل بالله عليك اذا فعل هذا؟ خصوصا وان اهلي جميعا على علم بهذا الامر ولكن على ان علاقتنا فقط على الهاتف ولكنهم الان يحذرونني من ان اهدر كرامتهم واحترامهم بمقابلته فماذا افعل اني اشعر بتانيب ضمير وشكرا وجزانا واياكم كل خير.
اسم المستشار: د. إبراهيم بن صالح التنم
أختي الفاضلة:
أحيي فيك شجاعتك، وأحمد لك موقفك، فنِعْمَ ما صنعت من قطع علاقتك بهذا الرجل، لأن كل علاقة لا تقوم في ظل الشرع فهي علاقة محرمة مهما ادعى أصحابها البراءة فيها، ومآلها إلى العار والذل والخزي وسوء السمعة.
اسمحي لي أختي السائلة أن أذكر لك بإختصار تلك الأخطاء التي وقعتِ فيها لاسيما أنك إعترفت بها وندمت عليها، بل وشعرت بتأنيب الضمير على فعلها.
إن هذه الأخطاء لم تكن لتقع لولا تساهلك وتساهل أسرتك -حيث كان أهلي على علم بذلك- الأمر الذي سبَّبَ لك الأذى والهم والغم.
كيف وقعت في حب هذا الرجل؟ وكيف قابلتيه ثلاث مرات؟ ثم كيف تجرأت وأعطيته صورتك؟ ولا أدري ما ظهر في هذه الصورة من جسمك أهو الوجه فقط -ولا أظن ذلك- أو هو أوسع من ذلك بكثير، وهذا سبب خوفك وقلقك! ثم إنك خائفة أيضاً من تصويره لك أثناء مقابلاتك له.
أختي التائبة: تأملي ما سأذكره لك جيداً، وأعيدي النظر فيه، علَّ المولى تعالى أن يريح بالك، ويطمئن قلبك.
1= إحمدي الله كثيراً أنك لم تستسلمي لطلبات هذا الذئب، لأنك كنت تلعبين معه بالنار.
2= تجاهلي هذا الذئب، ولا تردي على إتصالاته، وإذا كان عندك هاتف الجوال الخلوي، فبإمكانك أن تغلقيه ولا تفتحيه إلا إذا أردت الاتصال الضروري، ولا بأس أن تقطعيه مؤقتاً حتى ينقطع ذلك الذئب وييأس منك، أو أن تستبدلي شريحة الجوال برقم آخر جديد.
3= إذا كنت أنت وهو من عائلة محترمة كما تقولين، فإنه والله أعلم لن يجرؤ أن يلطخ سمعته معك بتصويره لك في مقابلاتك الخاصة التي جرت بينكما، هذا على إفتراض أن التصوير حصل حقيقة مع أن الأمر ما يزال في دائرة الظن والتخمين، فلا تتوهمي شيئاً لربما لم يكن موجوداً.
4= لا داعي للخوف من الصورة التي لديه، فليس بالضروري أن تكوني أنت التي قد أعطيته إياها، بل لربما وقعت منك بالخطأ فأخذها،أو أنها سرقت منك، فليس من المنطق والمعقولية أن تعترفي بذلك.
5= إياك والمقابلة الحضورية مع هذا الذئب مهما بالغ في التهديد والوعيد إذ الأمر ما يزال الآن في دائرة الترميم والإصلاح وإمكان التصحيح، أما لو وقع شيء لا قدر الله مما طلبه منك، فلن يتوقف الأمر عند المرة والمرتين بل سوف يجرك إلى ما هو أسوء منه، وحينئذ يكون العار والشناز، كما هو معلوم ومشاهد في حالات إستسلم فيها أصحابها لضغوط التهديد والوعيد.
6= إذا كان لديك في البيت أخ عاقل وحكيم يحسن التفاهم والتصرف وغير متهور، فأبلغيه بمضايقة هذا الشاب لك وأعطيه رقمه، حتى يتعاون مع من يوثق به في القبض عليه ومعاقبته.
7= أنصحك أن توطدي علاقتك بالله تعالى أولاً، ثم تبحثي عن صداقة من بني جنسك، لتكون صداقة حقيقية تقومين من خلالها بإشباع فراغك وتبادلك الآراء والمشاعر، وعليك أن تكثري من الدعاء والتضرع لله عز وجل بأن ينجيك من هذه الفتنة {إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود:114].
8= كما أنصحك بممارسة بعض الهوايات التي تشغلك عن هذا التفكير، وتساعدك على وجود توازن نفسي داخلي، يتبدد معه الإحباط والكبت والمشاعر السوداء.
9= إحرصي كل الحرص على الزواج في أقرب فرصة، ومن خلال الطريق الصحيح.
10. وأخيراً: أطمئنك أن الله تعالى سيصرف عنك شر هذا الذئب ما دمت قد صدقت التوبة مع الله، فحاولي تجنب الذنوب والمعاصي، لأنه ربما سُلِّطَ عليك بسبب ذنوبك، فحافظي على أورادك، وعلى الخشوع في الصلاة، وعلقي قلبك بالله، وثقي أن هذا الشاب سييأس منك ويملُّ ويتركك، وإذا طالت مطاردته فلا بد أن يؤدب.
أسأل الله لك التوفيق والسعادة والطمأنينة،والحمد لله رب العالمين.
المصدر: موقع المستشار.